بنت جبيل تكرّم الشاعر شربل بعيني/ رفيق غنّوم

أبناء بنت جبيل، البلدة الجنوبيّة الصّامدة، أمّوا دار الشاعر شربل بعيني، مساء السبت الماضي، لتقديم الشكر له على قصيدته الخالدة "قرف".
وكم كانت فرحتهم عظيمة عندما وجدوا في استقبالهم نخبة من كبار أدباء وشعراء ومثقّفي المهجر الأسترالي الأحرار.
تـمّ التعارف بين الجميع، وساد اللقاء جوّ مفعم بالودّ والمحبّة، كأنّهم أصدقاء قدامى. ومن ثَـمَّ وقف الدكتور قاسم مصطفى، رئيس جمعيّة أبناء بنت جبيل، وطلب من الحضور المعذرة، ليقدّم لحبيب الشّعب الشاعر المجدلاوي شربل بعيني لوحةً نحاسيّة، تمثّل المركب الفينيقي، الذي حمل الحرف والحضارة إلى العالـم أجمع.
وفي كلمته المختصرة قال الدكتور مصطفى: "إن قصيدة قرف إكليل غار يتوّج رؤوس أبناء بنت جبيل المقيمين والمغتربين".
كما قال الدكتور علي بزّي: "إن أبناء بنت جبيل باتوا يردّدون قصيدة "قرف" عن ظهر قلب، لأنها تعبّر عن واقهم الأليم".
أما الدكتور خليل مصطفى فقد سمّى هذا الزّمن بزمن القرف، نسبة إلى القصيدة الإنسانيّة الرائعة.
كما قدّم السيّد صعب سبحة عاجيّة للشاعر شربل بعيني، صنعت في بنت جبيل، وجرت في اللقاء مداخلات سياسيّة وأدبيّة كثيرة، بين الشاعر نعيم خوري وأبي طارق وإيلي ناصيف من جهة، والدكتورين قاسم وخليل مصطفى وكامل المرّ ورفيق غنّوم من جهة ثانية، أجمعوا فيها على أن الشّعب العربي يعيش حالة من القرف، قد توصله إلى مرحلة الإحباط اليائس، لولا يقظة الشرفاء من الشعراء والأدباء والمفكّرين، الذين ينادون بالتمرّد والثورة لتغيير واقعنا المقرف.
بادرة بنت جبيل تجاه الشاعر شربل بعيني، جاءت عربون وفاء للكلمة الحرّة الهادفة، التي تذكي فينا شعلة الثورة والانتفاضة لبناء غد مشرق وضّاء.
البيرق، العدد 684، 31 تمّوز 1993
**